الإفطار في الشواطئ والمنتزهات يواصل جذب المغاربة خلال شهر رمضان

ويختار العديد من الأفراد الإقبال على الشواطئ لمشاركة معارفهم وأسرهم وجبة الإفطار الرمضاني، مستفيدين من مجانية هذه الفضاءات في تقليد سنوي يخرج الفرد من غرف المنزل لاقتناص لحظات حميمية مع الأهل والأصحاب والترويح عن النفس.
هاجر، طالبة جامعية، قالت إنها تحرص بين الفينة والأخرى على دعوة زميلاتها ورفاقها في الدراسة إلى تقاسم وجبة الإفطار بحثا عن دفء عائلي مفقود، بحكم بعدها عن أسرتها وتزامن هذا الشهر مع الموسم الدراسي.
وأبرزت الطالبة نفسها أن موائد الإفطار تكون مناسبة اجتماعية لصلة الرحم ولقاء الأصدقاء؛ بالنظر إلى مشاغل الحياة قبل رمضان، مشددة على أن رمضان هو بالضرورة تلك اللمة التي تجمع الأحباب والأصدقاء حول مائدة الإفطار وفرصة للتقرب إلى الله بالعبادة.
وأضافت المتحدثة ذاتها ل- أن الإفطار على جنبات الشاطئ يوفر طقسا شاعريا وسط هدير الأمواج ويمنح الأجواء نكهة خاصة، لافتة الانتباه إلى أن الإقبال على الوجهات السياحية يجب أن يراعي بعض الأساسيات البيئية، في إشارة إلى ما تخلفه بعض التجمعات من جرائم بيئية ونفايات ومخلفات المأكولات، داعية إلى ضرورة الحرص على جمع النفايات في أكياس بلاستيكية ووضعها في الأماكن المخصصة لها لتفادي تلوث الشاطئ والبحر.
وأوضحت هاجر أن الإفطار في الشواطئ أمسى تقليدا مترسخا لدى شريحة واسعة من المغاربة، حيث يشكل مناسبة اجتماعية للقاء الأصدقاء وتغيير الأجواء الرمضانية، ويضفي خصوصية على هذه المناسبة.
من جانبه، قال الدكتور محسن اليرماني، باحث في العقيدة والفكر، إن “لحظة الإفطار من الصوم بالنسبة للصائم مناسبة لإظهار الفرح والسرور؛ إذ للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وهي أيضا مناسبة للتقرب إلى الله بالدعاء والتضرع”.
واعتبر الباحث أن “خروج الناس إلى المتنزهات والشواطئ للإفطار من الأمور المحمودة والجميلة والتي لا حرج فيها إذا كان هذا الجمع ينضبط بالضوابط الشرعية، من الحشمة والحياء ويبتعد عن الاختلاط المذموم الذي ترتكب فيه المعاصي حتى لا ينحرف ذلك الإفطار عن تحقيق مقاصده الروحية والتربوية التي شرع الصيام والإفطار من أجلها”.
المصدر