تفاصيل إلغاء محاضرة الداعية العمري .. بنعمرو: الجامعة فضاء للنقاش الفكري

مصدر من المدرسة المذكورة صرح ل- بأن النادي المنظم للحدث حصل على موافقة إدارة المؤسسة، بعدما تم إيداع الطلب من أجل استقبال العمري والحصول على ترخيص لاستعمال المدرج لهذه الغاية، إلا أنه تفاجأ لاحقا بسحب طلبه “بسبب عدم موافقة السلطات المحلية”، بحسب إفادة المصدر ذاته.
وجوابا على سؤال ل- عن سبب التوجه بالطلب إلى السلطات المحلية بعدما تمت الموافقة من طرف إدارة المؤسسة، قال المتحدث: “النادي فضل إشعار السلطات بالإضافة إلى إدارة المؤسسة، تحسبا لأي تجمهر أمام المؤسسة بسبب رغبة المواطنين من خارج المؤسسة في حضور المحاضرة”.
من جانبه، اكتفى ياسين العمري، في تصريح ل-، بالقول إنه تلقى اتصالا بينما كان في طريقه إلى المدرسة مفاده أن النشاط قد تم إلغاؤه، فعاد أدراجه. وتحفظ عن الخوض في تفاصيل الموضوع.
هذا الحدث يثير الحديث من جديد عن دور الفضاء الجامعي في التأطير الفكري والصراع الإيديولوجي والمشاركة في الدفاع عن الديمقراطية، ويطرح السؤال حول ما إذا كانت الجامعة مجالا للتكوين العلمي الأكاديمي فقط، أم مجالا أيضا لصقل شخصية الطلبة عبر حلقات النقاش الفكري والسياسي.
عبد الرحمان بنعمرو، سياسي وناشط حقوقي، قال إن الجامعة ليست فضاء حكرا على تخصصات علمية معينة، وإنما مجال للدفاع عن الديمقراطية، وفضاء لصراع الأفكار على اختلافها.
وتعليقا على منع بعض الشخصيات من ولوج بعض المؤسسات الجامعية من أجل تأطير ندوات أو المشاركة في بعض الأنشطة الفكرية، قال بنعمرو إن “هذا الأمر مرفوض”، مشيرا إلى أن “من حق أي شخص ولوج الفضاء الجامعي ما دام لا يمس بالأمن الأخلاقي”.
وأضاف أن “الجامعة ليست موقوفة على جانب من الجوانب الفكرية، بل هي كذلك فضاء لتلاقي الأفكار عبر الندوات، والأنشطة الفكرية، وتوارد الأفكار بين الطلبة وبين الطلبة والأساتذة”.
وتابع بنعمرو بأن “النضال السياسي داخل الجامعة متاح في مجال فضح الفساد وأساليبه ومناهضة الفكر الرجعي والتضليلي، والطالب يمكن أن يكون منتسبا لعدد من التيارات الفكرية والسياسية في المجتمع التي تمتد إلى الجامعة. وبالتالي، فالأخيرة فضاء للتثقيف في مجالات معينة، وكذلك لتبادل الأفكار وتصارعها”.
المصدر