طبيب أمريكي..سافر للتحقيق في إصابة دبلوماسيين بـ”متلازمة هافانا” فأصيب بها

في فبراير الماضي، أفاد تقرير استخباراتي بأن بعض الأعراض الطبية لمتلازمة هافانا، ناجمة على الأغلب نتيجة التعرض لنبضات الطاقة الكهرومغناطيسية والموجات فوق الصوتية.
وقال إن “الطاقة الكهرومغناطيسية النبضية، لا سيما في نطاق الترددات الراديوية، تشرح بشكل معقول الخصائص الأساسية للأعراض التي تم الإبلاغ عنها”.
وذكر التقرير أن الإصابات الطبية “حقيقة ومقنعة، ولا يمكن تفسيرها بالعوامل الصحية أو البيئية أو النفسية العادية”.
وكان طبيب وكالة المخابرات المركزية “سي آي أيه” قد سافر إلى كوبا عام 2017 للتحقيق في مرض “متلازمة هافانا” الذي أصاب بشكل غامض دبلوماسيين ومسؤولين أميركيين.
وأبلغ الطبيب، بول أندروز، شبكة “سي إن إن” الإخبارية إنه أصيب بالمرض ذاته خلال رحلته إلى هافانا.
كان أندروز، الذي يستخدم اسما مستعارا للتحدث علنا، يدرس بالفعل أوائل الضحايا لما يُعرف باسم “متلازمة هافانا” أو رسميا على أنه “حوادث صحية شاذة”.
وسجل الأطباء في فلوريدا سلسلة من الأعراض التي أظهرت أن الضحايا كانوا يعانون من إصابة في الدماغ تؤثر على توازنهم، من بين تأثيرات أخرى.
وظهرت المتلازمة لأول مرة في عام 2016 عندما أصيب عشرات الدبلوماسيين في السفارة الأميركية لدى كوبا، وهو سر تسمية هذه الأعراض بـ “متلازمة هافانا”.
ومتلازمة هافانا، مرض يسبب أعراضا مثل الصداع النصفي والدوار وارتباك الذاكرة. ويُعتقد أن حوالي 200 دبلوماسي أميركي ومسؤول سابق، وأفراد عائلاتهم في الخارج أصيبوا بالمرض.
في ربيع 2017، سافر أندروز إلى كوبا للتحقيق بعد حوالي شهرين من علمه بالحالات الأولى دون أن يكون قلقا على سلامته.
في الليلة الأولى، ذهب للنوم حوالي الساعة 11:30 مساء في غرفته الفندقية.
وقبل الخامسة صباحا بقليل، استيقظ أندروز على ألم شديد في أذنه اليمنى وغثيان وصداع رهيب.
لاحقا، بدأ في سماع صوت طقطقة مزعج وهي عرض سبق وأن أبلغ الضحايا السابقون عنه في بداية ظهور المرض.
لم يسمع أندروز هذا الصوت سابقا إلا في المقاطع الصوتية، حيث كان يعتقد في بادئ الأمر أنه يحلم.
يتذكر أندروز قائلا: “هذا لا يمكن أن يحدث. جلست على حافة السرير لمدة دقيقة وكانت الأعراض تزداد سوءا … أنا حقا غير مصدق وبدأت أفكر هل هذا حلم”.
وبحلول الساعة 6 صباحا، قرر طبيب الوكالة المخابرات الأميركية أن يحزم أمتعته ويغادر الغرفة، حيث لم تهدأ الأعراض أبدا.
ومع ذلك، وجد نفسه بالكاد يستطيع حزم أمتعته. يقول إنه ذهب لدورة المياه “أربع أو خمس مرات على الأقل” للتأكد من أنه يحمل فرشاة أسنانه.
وفي طريقه لمقابلة زملائه في كافتيريا الفندق، لم يستطع معرفة ما إذا كان من المفترض أن يدفع أو يسحب الأبواب. وأدرك أن توازنه كان “بعيد المنال”.
لاحقا، قال أندروز إنه كان في حالة من الضبابية: يشعر بالغثيان والارتباك ويعاني في أداء المهام البسيطة مثل عد النقود وعرض بطاقة هويته لموظفي الأمن.
عندما عاد إلى الولايات المتحدة، اتصل بنفس الطبيب في فلوريدا الذي كان يعمل معه للتحقيق مع الضحايا الأصليين، وأخبره أنه بحاجة إلى المساعدة.
وحدد الخبراء في التقرير الجديد 4 أعراض أساسية للمتلازمة هي: الضغط في أذن واحدة أو جانب واحد من الرأس؛ أعراض شبه متزامنة مثل الدوار وفقدان التوازن وآلام الأذن، بالإضافة إلى الشعور بأن الظاهرة موضعية أو قادمة من اتجاه معين.
ووجد الخبراء أن “الجمع بين الأعراض الأربعة أمر غير معتاد بشكل واضح ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل في الأبحاث والأدبيات الطبية”.
المصدر