آراء وأقلام

ملگى اهل الصحراء بجزر الكناري

مقال رأي محمد الداودي

محمد الداودي

في السياسة هناك إطار اساسي للفعل هو السياق .بالحسانية.الموجب .
وكغيري من ابناء الصحراء تابعت الحدث الذي اطلق عليه عنوان .ملگى اهل الصحراء المنظم من طرف حركة قيل لي ان اسمها حركة السلم بالصحراء وتم اختيار جزيرة أوروبية على بعد مرمى حجر من مدينة العيون وسط مياه المحيط الأطلسي ..جزر الكناري .
اولا بحثت في السياق السياسي لتنظيم هذا الملتقى حيث يمكن الاعتماد على تزامنه مع اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي عادة ما تعرف نقاشات حول قضية الصحراء وهذا شيء عادي بحكم ان طبيعة الجمعية العامة للأمم المتحدة هي في الاصل مهرجان خطابي لتوثيق المواقف الدولية تجاه عدد من القضايا السياسية ذات الطبيعة الدولية .
على المستوى الافريقي تزامن اللقاء ايضا مع صدور قرار عن المحكمة الافريقية اعتبرته جبهة البوليساريو نصرا سياسيا على اعتبار أن هذا التنظيم الفرنكاوي في حاجة لجرعة ما يسترد بها ما بقي من تبرير وجودي امام شعب افتراضي اصبح يطرح اسئلة جوهرية تسائل الحاضر والمستقبل الذي تشويه الغيوم والظبابية داخل المخيمات .
السؤال الجوهري الذي بحثت عن إجابات شافية له والمتعلق بمهرجان جزر الكناري هو القيمة السياسية المظافة ووفق اي استراتيجية يمكن ان يحقق هذا الملتقى الغايات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية المرجوة منه .
اختيار جزيرة أوروبية تابعة للقوة الإستعمارية التي كانت بالصحراء في حد ذاته يشرع لطرح عدة اسئلة اجوبتها ليست بمتناول الأغلبية الساحقة من المجتمعين .
على اعتبار أن الموروث الصحراوي وفق التقاليد المتوارثة تجمع على أن ..كلمة ملگى .تشترط التمكين الوجداني من خلال الارض التي عليها هذا اللقاء واي ارض غير ارض الصحراء لن يكون غير لقاء الشتات ونحن ولله الحمد كأهل الصحراء لسنا مبعثرين على دول العالم .
لا اتوفر على معلومات تبين مصادر تمويل هذا الملگى .لكن الاكيد هو انه من خلال شكل ومضمون ما تمت متابعته تفوح منه رائحة التدبير السياسي والاقتصادي الذي لازم قضية الصحراء لعقود والذي اعتمد دائما على منطق التبزنيز السياسي الذي نتجت عنه اوضاع اقتصادية واجتماعية مثلت شرارة النزوح السياسي نحو تبني مواقف سياسية غير مبنية على قناعات راسخة بقدر ما هي ردود فعل حول النتائج النفسية والاجتماعية لهذا التدبير السياسي والاجتماعي الذي كان عنوانا لقضية الصحراء منذ ثلاثة عقود على الاقل .
يقال ان منهجية محترفي الهمزة السياسية لا تموت مع مرور الزمن لكنها تشبه الى حد بعيد الخلايا الإنتهازية النائمة المستعدة في اي لحظة وحين لمعاودة الاشتغال وفق ظرفية مناسبة .
فهل ياترى عدنا الى مراحل عاشها الصحراويين سابقا وكان ابطالها منتوج هجين من نخبة مثلت وسيلة غايتها الابتزاز المؤطر بعنوان الوطنية ومهمتها الحفاظ على وضع اعتباري يمارس مهامه امام ميكروفونات قصر المؤتمرات تارة وبجزر الكناري تارة أخرى .مع الشوبينغ.المدفوع مسبقا .
عفوا ليس السياق هو هذا وليس الخطاب المطلوب اليوم وليس الفعل الميداني الواجب على الدولة اليوم القيام به .
اذا كان من البديهي أننا حسمنا الامر تجاه اختيار صيغة الحكم الذاتي كأختيار استراتيجي لا محيد عنه يتناغم مع روح تقرير المصير فإن الأولى والاهم هو اولا ترميم الحوادث الكارثية التي انتجها تدبير القضية سابقا من خلال تحسين الأوضاع الاجتماعية لعدد من الأسر المعوزة من اهل الصحراء
من خلال ترسيخ ثقافة المصالحة مع الدولة وفتح نقاش جدي مع من هو مستعد لمراجعة المواقف السياسية المتجمدة من معتقلي اگديم ازيك .
من خلال القطع مع سياسة الريع وتزوير الانتخابات والعدل وتكافؤ الفرص
من خلال إعطاء الأولوية للابناء الصحراء في جميع الوظائف الإدارية بالمنطقة
من خلال خلق استثمارات حقيقية بالمناطق المؤهلة بمنطقة الصحراء،
من خلال تدشين منطقة تجارية حرة بمناء العيون بين الصحراء وجزر الكناري
من خلال الحسم السياسي النهائي في ترسيخ المبادئ العامة للحكم الذاتي والانتقال من مرحلة الاعتقاد انه مطروح فقط لقيادة جبهة البوليساريو.
ملگى اهل الصحراء الحقيقي هو يمارس بشكل يومي بمدن الصحراء حول كؤوس الشاي ويفتتح عادة ب اشطاري.من الاخبار .
ختاما سنظل ننشد ملگى للاهل الصحراء يجتمع فيه الجميع من هنا وهناك وتتعم من خلاله تلك الأرض المباركة بكل خير وتنمية حقيقية تستهدف الانسان اولا واخيرا في ظل دولة مغربية موحدة وقوية وديمقراطية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى