شباب في وضعيات إعاقة يطالبون بالمنحة والسكن لمسايرة التكوينات الجامعية

وجد عدد من الأشخاص في وضعية إعاقة الحاصلين على شهادة البكالوريا أنفسهم محرومين من الاستفادة من المنحة الجامعية، ومن السكن الجامعي.
وتعود أسباب هذا الحرمان إلى شرط تضمنه المرسوم رقم 2.18.512 الصادر سنة 2019، والمتعلق بتحديد شروط وكيفية صرف المنح الدراسية للطلبة وشروط وضع الاعتمادات المالية المخصصة لهذه المنح.
وينص المرسوم المذكور على استثناء الطلبة البالغين 26 سنة فما فوق من الاستفادة من المنح الدراسية المخصصة للسلم الأول، واستثناء الطلبة البالغين 30 سنة فما فوق من منحة السلم الثاني، وهو ما أقصى عمليا عددا من الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحصول على شهادة البكالوريا قبل بلوغ 26 سنة لأسباب متعددة.
ويطالب عدد من الأشخاص في وضعية إعاقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالتدخل من أجل تعديل هذا المرسوم، بما يمكنهم من الاستفادة من المنحة والسكن الجامعي.
في هذا الصدد، قال محمد أومنصور، طالب جامعي في شعبة القانون بجامعة بن زهر بأكادير، في تصريح ل-، إنه فوجئ بعد حصوله على شهادة البكالوريا العام الجاري بإقصائه من المنحة الجامعية والسكن الجامعي بدعوى تجاوزه السن القانوني.
وحكى أومنصور، البالغ من العمر 28 سنة والمنتمي لفئة المكفوفين، ل- حجم المعاناة التي عاشها قبل حصوله على شهادة البكالوريا، مشيرا إلى أنه انقطع عن الدراسة في سن مبكرة لمدة خمس سنوات، قبل أن يعود ويستأنف دراسته.
وأشار أومنصور إلى أن حرمانه من المنحة الجامعية ومن السكن الجامعي يهدد مستقبله الدراسي، خاصة أن أسرته غير قادرة على التكفل به، وطالب بتعديل المرسوم المذكور من أجل استثناء الأشخاص في وضعية إعاقة من شرط السن، معتبرا أنه لا يمكن مساواة هذه الفئة بباقي الفئات.
من جهته، صرح لحسن أمشاط، طالب جامعي بجامعة بن زهر بأكادير، ل- بأن مستقبله الدراسي أصبح مهددا رغم حصوله على شهادة البكالوريا، بسبب تجاوزه سن 26 سنة.
وكشف لحسن أمشاط، المنحدر من نواحي مدينة تارودانت، أن الجامعة تبعد عن مقر سكناه بأزيد من 100 كلم، مبرزا أنه غير قادر على متابعة دراسته بدون منحة ولا سكن جامعي.
وأوضح أنه بدأ دراسته في سن 20 سنة لدى المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، حيث تمكن من الحصول على الشهادة الابتدائية وبعدها الشهادة الإعدادية ثم شهادة البكالوريا خلال عشر سنوات، بعد اجتياز الامتحانات ضمن المترشحين الأحرار.
وتابع أمشاط، البالغ من العمر 30 سنة، قائلا: “أسعى لإتمام دراستي الجامعية، لكن عدم استفادتي من المنحة الجامعية والسكن الجامعي أصبح عقبة في طريقي”، داعيا إلى ضرورة إيجاد حل لهذه الفئة، التي أكد أنها تضم العديد من الأشخاص.
من جهة أخرى، كشف مصدر مسؤول من وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تحدث ل-، أن الوزارة ستثير ملف الطلبة في وضعية إعاقة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من أجل تعديل المرسوم المذكور لحل هذا المشكل بشكل جذري.
وأضاف أنه في انتظار تعديل هذا المرسوم، ستتدخل وزارة التضامن لدى وزارة التعليم العالي من أجل إيجاد الحلول الممكنة لهذه الفئة.
المصدر