إبراهيم سعدون..الطالب الذي أنقدته الدبلوماسية الملكية الهادئة

عندما نفى المغرب أن يكون قد أجرى اتصالا رسميا أو غير رسمي مع الانفصاليين شرق أوكرانيا، بخصوص الطالب المغربي، إبراهيم سعدون، الذي كان محكوما بالإعدام من طرف “جمهورية دونيتسك”المعلنة من جانب واحد، فإن ذلك لم يكن يعني بالمرة أن المملكة تخلت عن أحد مواطنيها وتركته لمصيره المحتوم.
فإذا كان المغرب يعتبر يؤكد في سياسته الخارجية على مبدأ عدم التعامل الكيانات الانفصالية، احتراما منه لوحدة أراضي البلدان، فإن الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين المغاربة أينما حلوا وارتحلوا، هي من المبادئ الراسخة أيضا في هذه السياسية، ودليل ذلك الجسر الجوي الذي سيره المغرب بتعليمات ملكية، من أجل إجلاء الطلبة المغاربة في أوكرانيا قبيل الغزو الروسي بأيام قلائل، بل تعدى ذلك إلى إجلاء طلبة عرب أيضا.
فالمملكة ورغم الموقف الثابت الذي أعلنت عنه بخصوص التواصل مع الانفصاليين في أوكرانيا، ومعرفتها المسبقة بوضعية الطالب، إبراهيم سعدون، المعقدة جدا، بعد القبض عليه في ماريوبول بمنطقة دونيتسك الإدارية بأوكرانيا، من قبل القوات الانفصالية الأوكرانية الموالية لروسيا، بينما كان يرتدي زي جيش أوكرانيا، فإنها أبقت ما يمسى في الأعراف الدبلوماسية بالقنوات الخلفية تعمل في صمت وسرية تامة.
فالمغرب ومن خلال العلاقات القوية التي تربط، الملك محمد السادس، بالقيادة في المملكة العربية السعودية، الأخيرة التي تولت دور الوساطة، حيث قامت بمجهودات كبيرة توازي حجم العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين السعودي والمغربي قيادة وشعبا، خاصة وأن المملكة العربية السعودية، فاوضت الانفصاليين حول الطالب إبراهيم سعدون، كمواطن مغربي وليس جندي أوكراني.
يذكر أن، إبراهيم سعدون 21 عاما، هو طالب بكلية علوم الفضاء في كييف وتم اعتقاله في مدينة بإقليم دونباس في أبريل الماضي. إلى جانب البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر، حيث اتهم بالقتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول.
المصدر