آراء وأقلام

الدبلوماسية الملكية وتدبير ملف الصحراء المغربية نجاحات لا متناهية

ليست هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيه الدبلوماسية المغربية تحت قيادة، الملك محمد السادس، نجاحات وانتصارات مدوية، كالتي عشناها هذه الأيام، والتي تمثلت في الموقف الجديد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، الذي أعلن عنه رئيس كينيا التي كانت إلى أسبوع قبل اليوم من الدول الإفريقية الكبرى الداعمة للكيان الوهمي، إلى جانب نيجريا، اثيوبيا، تنزانيا وجنوب إفريقيا.

وبعيدا عن ما يمكن أن يقال حول النجاح الإستخباراتي الجديد للمغرب، في طريقة التحضير والتنسيق من أجل الوصول إلى هذه النتيجة المهمة بسرية تامة، وهذا ليس غريب على الأجهزة الأمنية الغربية التي يضرب بها المثل على مستوى العالم، فإن معالم الدبلوماسية الهادئة التي أرساها الملك محمد السادس، التي تقوم على أساس من التوازن والنظرة الاستشرافية للمستقبل، والملتزمة بالدفاع الحازم عل الوحدة الترابية للمملكة، هي العامل الأساسي في تحقيق هذه النجاحات، وفي الدغم الكبير والمتزايد الذي أصبح يحظى به مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء المغربية، كحل سياسي واقعي وجدي لحل النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

فإذا كان المغرب قد اختار أن يكون تدبير شؤون السياسة الخارجية، محفوظ للملك، فإن ذلك أعطى دفعة قوية للدبلوماسية المغربية، فالملك حسب دستور البلاد، هو رئيس الدولة وممثلها الأسمى والساهر على احترام التعهدات الدولية للملكة، فهو الذي يرسم السياسة الخارجية للملكة ويدير توجهاتها الكبرى.

وبالتالي فتحركات الملك خارج المغرب، مبنية على هندسة مضبوطة تعتمد الواقعية بعيد عن الشعارات الرنانة الجوفاء التي تعتمدها بعض الدول القريبة منا.

هذه الدبلوماسية، مكنت المغرب من اكتساب مكانة كبرى بين دول القارة السمراء كما هو الحال بين دول العالم، التي باتت تنظر إلى المغرب كقوة إقليمية يضرب لها الحساب على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالمستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو الأمني.

وهذا الأمر لمسناه بشكل مباشر وواضح في الأزمة مع ألمانيا وبعدها مع إسبانيا، ورأينا المواقف التي عبر عنها المغرب، والتي صدمت الأصدقاء قبل الأعداء، كما نلمسه اليوم من خلال المواقف الصارمة التي يتبناها المغرب ضد كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

المغرب ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، أعطى النموذج لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول سواء تعلق الأمر بالدول الإفريقية، أو بدول القارات الأخرى،  وهو ما أثمر أن تدعم أكثر من 80 في المائة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة مقسمة على جميع القرارات، مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

طبعا لا يمكن الحديث عن النجاحات التي حققتها المغرب بفضل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، دون الحديث عن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، الذي يعتبر علامة فارقة ونقلة إستراتيجية في سياق الدفاع عن وحدة المغرب وسلامة أراضيه، وصفعة قوية في وجه المتربصين، خاصة أولئك الذين كان يقومون بتمويل اللوبيات المضادة للمغرب من أجل عرقلة أي قرار مماثل تجاه قضيتنا الوطنية الأولى.


المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى